كلمة جلال السلطان في مجلس الشيوخ الإسباني
مدريد في 4 نوفمبر 2025
إننا نشعرُ بغبطة عظيمة أن تُتاح لنا هذه السّانحة لمخاطبة مجلسكم الموقّر بقسميه مجلس الشيوخ ومجلس النواب اللذين يمثّلان الشعب الإسباني الصديق الذي نُكنّ له احترامًا كبيرًا وتقديرًا لمواقفه المُشرفة من القضايا العديدة التي يُعاني منها العالم ونحفظ له صداقةً تاريخيّةً قائمةً على الاحترام المتبادل والتّعاون المثمر، تلك الصداقةُ التي أثبتت الأيامُ رسوخها فزادتها ثباتًا؛ مما أهّلها لمزيد من التقدم.
فمُذ حللنا بأرضكم الطيبّة وجدنا من الشعب الإسباني كلَّ ترحيب، فذاك ليس بغريب عليه، فقد تفاعل ومازال يتفاعل مع جميع الحضارات بروح فذّة تجلّت في العلوم والفنون والشواهد الأثرية التي حافظ عليها واعتبرها من أهمّ إنجازات التّلاقي التّاريخيّ والحضاريّ، فجعل منها إرثًا ثقافيًّا ومعالم تاريخيّة يزورها ملايين السّياح.
كما تكشف زيارتنا هذه أيضًا عن متانة العلاقة التي تربطنا شخصيًّا بجلالةِ ملك إسبانيا، وتظهر متانة العلاقة التي تربط الشعب العُماني بالشعب الإسباني، تلك العلاقات التي نتطلّع بكل الحرص إلى دعمها وتقويتها لتشمل جميع النواحي السياسيّة والاقتصاديّة والتجاريّة والثقافيّة.
إن المجالس في كل بلد بمختلف مُسمّياتها لها دورٌ محوريٌّ في تطوير العمل الوطنيّ، فهي تمثّل حلقة الوصل بين الحكومة والمجتمع، وهي مرجعُ القوانين والتّشريعات، وتعمل على تعزيز مبدأ المُشاركة المُجتمعية في صنع القرار بما يحقق التنمية المتوازنة وترسيخ روح التّعاون بين المواطن ومؤسسات الدّولة.
إننا في سلطنة عُمان، وقد قطعنا أشواطًا واضحة في مختلف مناحي الحياة؛ لنتطلّع إلى استمرار التّعاون البنّاء مع بلادكم التي حققت قفزات واضحة من التقدّم والازدهار، وستُتاح لنا أثناء هذه الزيارة فرصة لبحث أوجه التّعاون المُستقبلي بين بلديْنا على المستويين الحكومي والخاص، آملين أن نخطو بهذا التّعاون قُدمًا لما يحقق مصلحة شعبينا.
أدعو لكم بدوام التّوفيق والنّجاح في مساعيكم الرّامية لخدمة الشعب الإسباني، وأدعو للشعب الإسباني بمزيد من التقدّم والازدهار، ولعلاقات بلديْنا بالتطور الدائم إلى آفاق أرحب تخدم بلديْنا وتنمّي التّعاون بينهما.