كلمة جلالة السلطان خلال المباحثات مع الرئيس التركي
مسقط في 23 أكتوبر 2025
فخامة الأخ الرئيس رجب طيّب أردوغان،
إنّه لمن دواعي سرورنا أن نرحّب بكم فخامة الرئيس ووفدكم المرافق في بلدكم الثاني سلطنة عُمان، مقدّرين اهتمامكم الشخصي وحكومة فخامتكم لتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية بين سلطنة عُمان وجمهورية تركيا.
كما نغتنم هذه المناسبة السعيدة للتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان وجمهورية تركيا، متطلعين لتعزيز هذه العلاقات في كافة النواحي والمجالات ذات المنافع الحيوية لبلدينا.
إن زيارة فخامتكم تأتي استكمالًا للحوار البنّاء والمشاورات التي أجريناها مع فخامتكم خلال زيارتنا إلى أنقرة في نوفمبر الماضي، معربين عن شعورنا بالارتياح والرضا الكبيرين للمشاورات التي أجريناها وللشراكة الاستراتيجية التي أطلقنا فصلًا جديدًا مشرقًا منها خلال تلك الزيارة.
إننا نشعر بالارتياح من نمو العلاقات التجارية والاستثمارية بين جمهورية تركيا وسلطنة عُمان التي تطورت خلال الأعوام الماضية على نحو مشهود، والتي تتجسد على سبيل المثال في نمو حجم التبادل التجاري بين بلدينا، وتدشين أعمال الصندوق الاستثماري المشترك الذي سيسهم بلا شك في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا، آملين تحقيق رؤيتنا المشتركة لرفع حجم التبادل التجاري إلى (٥) خمسة مليارات دولار أمريكي خلال الأعوام القادمة، كما أن إلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك لزيارة بلدنا سيسهم بلا شك في تعزيز الحركة السياحية، وتسهيل دخول رجال الأعمال الأتراك لمتابعة أعمالهم التجارية.
فخامة الرئيس،،
إننا ندعو جميع الجهات في كلا البلدين ومن القطاعين العام والخاص إلى مواصلة العمل واستكشاف فرص الشراكة وتمكين رجال الأعمال من الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة بما يعود بالمنافع على بلدينا بالخير والأمان والرخاء.
إن علاقاتنا تعد نموذجًا حيويًّا للتعاون المثمر، فقد أسهمت الشركات التركية بدور ريادي في دعم مشاريع البنية الأساسية والتنمية في سلطنة عُمان، كما تعكس الاستثمارات العُمانية في تركيا ثقتنا الراسخة في متانة الاقتصاد التركي وفي الروابط البناءة التي تجمع قطاعينا الخاصين.
لذا فإننا ننظر بتفاؤل كبير إلى الآفاق الواعدة والشراكة في مجال الصناعات التحويلية والصناعات العسكرية والقطاعات اللوجستية والسياحة وغيرها من القطاعات بما يسهم في تنويع اقتصاد بلدينا، حيث سيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بعد هذه الجلسة.
وإننا إذ نأمل بتعزيز التعاون بين مؤسساتنا التعليمية لتطوير البحث والابتكار في مجالات التكنولوجيا والرعاية الصحية والأمن الغذائي فإننا نؤكد كذلك على أهمية مواصلة التعاون الثقافي بما يسهم في إثراء المعرفة والتلاقي الحضاري بين الشعوب.
إن بلدينا – فخامة الرئيس يشتركان في الالتزام الثابت بدعم جهود السلام والاستقرار، وإننا نثمن المساعي التي تُبذل لتعزيز التعاون الإقليمي، معربين
عن تقديرنا الكبير للمواقف التركية تجاه القضايا المحورية التي تمس منطقتنا حيث نواصل تمسكنا الثابت بتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين والقانون الدولي، كما أننا نثمن دوركم فخامة الرئيس لوقف حرب الإبادة الجماعية التي شنتها دولة إسرائيل على قطاع غزة والذي تكلل بفضل الله وجهودكم المخلصة باتفاق وقف الحرب في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية.
فخامة الرئيس،
نجدّد شكرنا وترحيبنا بكم لنحتفي بعراقة الصلات التاريخية والتواصل الحضاري بين بلدينا ونستكشف مزيدًا من فرص التعاون البنّاء لما فيه الخير والنماء لشعبينا الشقيقين، متمنين لكم ولوفدكم المرافق طِيب الإقامة.
خالص أمنياتنا للشعب التركي الصديق باستمرار التقدم والازدهار.
شكرًا لكم، فخامة الرئيس،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته//.