كلمة السلطان هيثم في مأدبة العشاء التي أقامها له ملك أسبانيا
مدريد في 4 نوفمبر 2025
إنه لمن دواعي سرورنا أن نكون في رحاب بلدكم العريق، مملكة إسبانيا، التي لطالما كانت جسرًا حضاريًّا وإنسانيًّا يربط بين الشرق والغرب ومركزًا للإشعاع الثّقافي والتّنوع الفكري وإننا إذ نحل ضيوفًا على جلالتكم، لنشعر بدفء الصّداقة بيننا، ونثمّن عاليًا كرم الضّيافة وحفاوة الاستقبال التي تعكس أصالة الشعب الإسباني وعمق العلاقات التاريخيّة بين بلديْنا.
إن العلاقات العُمانية الإسبانية ليست وليدة اللّحظة، بل تستند إلى إرث طويل من التّفاعل الثّقافي والاحترام المتبادل، وقد تعزّزت هذه العلاقة عبر العقود الماضية من خلال الزيارات الثنائية، والتعاون البنّاء في شتى المجالات.
لقد سجلت هذه الزيارة فرصة تاريخيّة للاحتفاء بمسيرة العلاقات العريقة الطيّبة بين بلديْنا، وتؤكّد التزامنا الشخصيّ ودعمنا المباشر لتطوير هذه العلاقات التي شهدت نموًّا متسارعًا خلال الفترة الماضية في المجالات الاقتصاديّة والتجاريّة والاستثماريّة، ولقد رافقني في هذه الزيارة عددٌ من الوزراء المعنيين بهذا الشأن لاستكشاف المزيد من فرص التّعاون بين بلديْنا.
إنّنا في سلطنة عُمان نؤمن بأن الحوار والانفتاح على الثّقافات والحضارات هو السبيل الوحيد لبناء عالم أكثر تفاهمًا واستقرارًا وتعاونًا، وقد كانت مملكة إسبانيا عبر تاريخها مثالًا على هذا الانفتاح، ومقصدًا للعلماء والفنّانين والأدباء والمُفكرين من مختلف أصقاع الأرض، حيث كانت بلادكم منارة علمٍ ومعرفةٍ أسهمت في صياغة ملامح الحضارة الإنسانية.
إن شراكتنا تتجسّد بوضوح في القيم المشتركة والتّفاهم المُتبادل والاحترام العميق، ويسرّنا أن نُعرب عن تقديرنا لدور إسبانيا كقوة سياسيّة رائدة في أوروبا وفي الاقتصاد العالمي، فضلًا عن الدّور الذي لعبته في تعزيز السّلام والعدالة.
واستشرافًا للمُستقبل، نأمل أن نتمكّن في ضوء التزامنا المشترك بالمعايير الدّولية من العمل معًا لمواجهة التحدّيات العالميّة، كما نؤكّد حرصنا على فتح آفاق أوسع للتعاون التجاريّ والاستثماريّ وللتبادل الثقافيّ والمعرفيّ، وتشجيع الحوار بين الشعوب، بما يُسهم في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا وتسامحًا لأجيالنا القادمة.
نشكركم عاليًا على الترحيب الحار الذي حظينا به، ولا يسعُنا إلا أن نسجّل تطلّعنا لاستقبالكم في سلطنة عُمان، لنواصل حوارنا البنّاء، توطيدًا لمزيد من الرّوابط وعلاقات التعاون بين بلدينا.
مع خالص أمنياتنا للشعب الإسباني الصّديق باستمرار التقدّم والازدهار، ولعلاقاتنا بمزيد من القوّة والنّماء.