محفوفا بعناية الله ورعايته يصل اليوم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة تلبية لدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في أول زيارة رسمية لجلالة السلطان المعظم للخارج منذ توليه مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير 2020.
وتأتي الزيارة تأكيدًا على عمق العلاقات التاريخية بين السلطنة والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وانطلاقًا من حرص قيادتي البلدين على توثيق الروابط المشتركة التي تجمع بينهما. وسيتم خلال الزيارة «بحث كافة جوانب التعاون التي من شأنها أن ترتقي بالبلدين إلى المستويات التي تلبي تطلعات أبنائهما وتحقق الأهداف المرسومة والغايات المنشودة في كافة المجالات؛ وصولا لنتائج تخدم المصالح المشتركة للبلدين، وتكفل حاضرًا ومستقبلا أكثر ازدهارًا ورخاءً وإشراقًا» وفق ما أكده البيان الرسمي للزيارة الذي بثته وكالة الأنباء العمانية.
وتشهد الزيارة التاريخية لجلالة السلطان المعظم للمملكة اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام في المملكة العربية السعودية حيث أفردت الصحف المحلية هناك الكثير من صفحاتها للحديث عن العلاقات العمانية السعودية وآفاق تطويرها المستقبلي، كما نشرت تقارير موسعة عن الحركة الإصلاحية التي يقودها جلالة السلطان المعظم والتي بدأت معالمها منذ الأيام الأولى لتولي جلالته مقاليد الحكم حينما أعاد هيكلة الجهاز الإداري للدولة ليستطيع مواكبة طموحات الرؤية المستقبلية للسلطنة «عمان 2040» وكذلك تحدث منظومة القوانين وفتح آفاق الاستثمار لتقليل الاعتماد على النفط بوصفه مصدرا غير مأمون.
كما احتفت وسائل التواصل الاجتماعي بالزيارة معتبرة إياها تدشينا لمرحلة جديدة من العلاقات الأخوية بين البلدين.
إلى ذلك كشف معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية عن تشكيل مجلس تنسيقي بين السلطنة والمملكة العربية السعودية، مشيرا أن المجلس «سيوفر المظلة والمرجعية التي تؤطر المرحلة المقبلة من التعاون بين البلدين» مؤكدا في الوقت نفسه أن الزيارة ستشمل «التوقيع على كثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في كل المجالات الداعمة للمصالح والمنافع المشتركة».
وقال وزير الخارجية في حوار نشرته جريدة الشرق الأوسط أن من أهم القضايا التي تلقى الكثير من النقاش بين البلدين «القضية اليمنية التي هي محل اهتمام كبير؛ سواء على الصعيد اليمني ذاته أو على المستوى الإقليمي والساحة الدولية. نحن نعمل بصورة دؤوبة ومستمرة لوقف معاناة الشعب اليمني الشقيق ووقف الحرب الدائرة والمساعدة قدر الإمكان لتحقيق السلام والاستقرار لهذا البلد الذي يجمعنا معه الجوار والدين واللغة وكثير من الوشائج والصلات الثقافية والاجتماعية».
وتلقى الزيارة التي يقوم بها جلالة سلطان البلاد المفدى إلى المملكة العربية السعودية ترحابا كبيرا على المستوى الشعبي في البلدين وكذلك على مستوى شعوب المنطقة الخليجية الذين يتطلعون إلى مخرجات الزيارة.