العمانية
تفضّل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – فترأس صباح أمس اجتماع مجلس الوزراء الموقر بمبنى مجلس الوزراء بمسقط. وقد استهل جلالته الاجتماع بالتوجه إلى الله عز وجل بالحمد الجزيل على نعمائه التي لا تحصى وبركاته التي حبا بها بلادنا العزيزة عُمان وأبناءها الكرام، سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يُنعم على الجميع بوافر كرمه ويُديم نعمه على سائر أرجاء هذا الوطن العزيز، ويرفع عن البشرية الجائحة الصحية.. إنّه سميع مُجيب الدعاء.
ثم تفضّل جلالته باستعراض الأوضاع المحلية والإقليمية، حيث أكّد على أنّ ملف تشغيل المواطنين الباحثين عن عمل يُعتبر أولوية وطنية قصوى ويأتي في أعلى سلم أولويات عمل الحكومة، مؤكدًا – أعزّه الله – على ضرورة بذل المزيد من الجهود لمساعدة الباحثين عن عمل من أجل الحصول على عمل أو مهنة مناسبة في مختلف القطاعات، مشيرًا – حفظه الله ورعاه – إلى أهمية تكامل الجهود المبذولة من مختلف قطاعات الدولة وتعاونها في هذا الشأن وترجمتها على أرض الواقع من أجل إتاحة الفرصة للشباب للمساهمة في مسيرة البناء والتنمية.
وفي إطار إشادة جلالته بحزمة المبادرات التي تم الإعلان عنها لتوفير فرص عمل للباحثين عن عمل، فقد بارك – أبقاه الله – إطلاق البرنامج الوطني للتشغيل، الذي يُعد من أهم البرامج الوطنية المنبثقة عن “رؤية عُمان 2040” ويحظى بمتابعة مستمرة، حيث سيعمل هذا البرنامج على إيجاد حلول مستدامة لتوفير وظائف في كافة قطاعات الدولة (المدنية والعسكرية والأمنية ) وشركات القطاع الخاص، كما سيعمل على تحليل البيانات الخاصة بالباحثين عن عمل حتى دخولهم إلى سوق العمل، كما سيُعنى أيضًا بإيجاد الحلول التي تعمل على سد الفجوة المعرفية والمهارية التي يتطلبها سوق العمل لضمان جاهزية الباحثين عن عمل للتوظيف الفوري، بحيث يتم ذلك وفق خطة تنفيذية وبرنامج زمني مقرون بمؤشرات قياس أداء يتم رصدها ومتابعتها بصورة مستمرة لضمان تحقيق النتائج المرجوة، موجهًا – أعزّه الله – كافة الجهات المعنية بتمكين البرنامج وتقديم أوجه الدعم لتنفيذه وتحقيق مستهدفاته.
وفي إطار اهتمام جلالته بتطوير التعليم بمستوياته وأنواعه المختلفة ورفع مستوى جودة التعليم المدرسي ومواءمة مخرجات النظام التعليمي لمتطلبات سوق العمل من خلال تنويع المسارات التعليمية وفق ما أكّدته “رؤية عُمان 2040”.. وجّه – أبقاه الله – بضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحليل الاحتياجات والمتطلبات الضرورية لتطبيق التعليم التقني والمهني في التعليم ما بعد الأساسي بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل واحتياجاته المستقبلية والمهارات الأساسية للوظائف والمهن المختلفة.. موجهًا جلالته بأهمية تبنّي منهجية ووضع خطة متكاملة لآلية تطبيق ذلك وتحديد الخبرات والموارد البشرية اللازمة في هذا الشأن.
وبعد أن أشار – حفظه الله ورعاه – إلى أهمية تلمس احتياجات المواطنين ودراسة الظواهر السلبية ووضع الحلول المناسبة لها أوضح جلالته أن المرحلة المقبلة تتطلب تناسق وتناغم جهود كافة مؤسسات الدولة في تقديم الخدمات وتذليل العقبات والمعوقات التي قد تعترض مسيرة التنمية الشاملة وإيجاد آلية عمل جديدة وفعالة لعمل كافة القطاعات لتجويد العمل وتسريعه.
كما أشاد جلالته بالجهود المبذولة في التعامل مع جائحة كوفيد19 وقدّم شكره للعاملين في القطاع الصحي على ما يبذلونه من جهود مُقدّرة في هذا المجال، مؤكدًا – أعزه الله – على أهمية استمرار تلك الجهود في حملة التطعيم، وعلى ضرورة توعية المواطنين والمقيمين بأهمية الالتزام بكافة الإجراءات الصادرة من الجهات المعنية بهذا الخصوص.
وفي إطار استعراض جلالة السلطان المعظم للأوضاع الإقليمية أكّد – أبقاه الله – على استمرار برامج التعاون الاقتصادي مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما أكّد على مواقف السلطنة الثابتة دومًا ومبادئها الراسخة بشأن التقارب بين الدول وصولاً إلى تحقيق الأمن والاستقرار للجميع.
كما تفضّل جلالته بالتطرّق إلى عدد من الجوانب التي تهم الوطن والمواطنين، مختتمًا – أعزّه الله – الاجتماع بتمنياته للجميع بدوام التوفيق لما فيه الخير والنماء لهذا الوطن ومواطنيه الأعزاء.