يجري سلطان عمان هيثم بن طارق زيارة رسمية إلى الدوحة غداً الاثنين، تستغرق يومين، سيبحث خلالها مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سبل دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين وآفاق تنميتها وتطويرها، بما يحقق مصالح وطموحات الشعبين، إضافة إلى مناقشة آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، حسب ما أفادت وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وكان ديوان البلاط السلطاني في سلطنة عمان قد أعلن، أمس السبت، أن السلطان هيثم بن طارق سيجري زيارة رسمية إلى الدوحة يوم الاثنين المقبل، بدعوة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، لـ”تعزيز العلاقات الوطيدة المتميزة بين البلدين”.
وأفاد الديوان السلطاني، في بيان نشرته وكالة الأنباء العمانية الرسمية، بأن زيارة الدولة تأتي:”تعزيزًا للعلاقات الوطيدة المتميزة بين سلطنة عمان ودولة قطر وتوثيقًا للروابط الثنائية بين البلدين، وتأكيدًا على حرص قيادتيهما على الارتقاء بها لآفاق أكثر رحابة في مختلف المستويات”.
وتعد زيارة السلطان هيثم بن طارق الأولى إلى قطر والثانية خارجيًا منذ توليه مقاليد الحكم في سلطنة عمان مطلع 2020. وقام سلطان عمان بزيارة إلى السعودية في يوليو/ تموز الماضي، تعد الأولى خارجيًا له منذ تقلده منصبه في 11 يناير/ كانون الثاني 2020 خلفًا للراحل السلطان قابوس بن سعيد.
لولوة الخاطر: دور بنّاء لسلطنة عمان في المنطقة
وقالت مساعدة وزير الخارجية القطري لولوة الخاطر: “نتطلع في قطر إلى زيارة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان الشقيقة، إلى الدوحة، علاقاتنا الثنائية الوطيدة التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين راسخة ومتجذرة”.
وأضافت الخاطر في تغريدة: “تثمن دولة قطر الدور البنّاء الذي تضطلع به سلطنة عمان في المنطقة لما فيه من الحكمة وخلق نوع من الاتزان الإقليمي، ونتطلع إلى المزيد من التنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وقال الكاتب والإعلامي القطري جابر الحرمي، لـ”العربي الجديد”، إن “زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق إلى قطر تحمل مضامين ورسائل متعددة، سواء على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين أو على صعيد التوافق بين القيادتين في البلدين، حيال الملفات والأزمات في المنطقة والإقليم”.
وردا على سؤال عن المتوقع من هذه الزيارة، قال الحرمي إن “اختيار سلطان عمان الدوحة لأن تكون المحطة الثانية في زياراته الخارجية يؤكد أن هناك توافقا في الرؤى بين قيادتي البلدين حيال معالجات قطر والسلطنة لإيجاد الحلول للأزمات في المنطقة”.
وأوضح أن قطر وعمان “تؤمنان بالحوار سبيلا لحل الأزمات، سواء كان ذلك في اليمن أو الملف النووي الإيراني، فضلا عن ملفات وقضايا أخرى، بما فيها المنظومة الخليجية، إذ كان هناك دور هام لسلطنة عمان خلال الأزمة الخليجية، التي استمرت أكثر من 3 سنوات، واتسمت عمان بالحكمة، وكانت على مسافة واحدة من جميع الأطراف”.
ولفت الحرمي إلى أن الزيارة تتزامن مع الإعلان في مسقط عن شركة “كروة موترز” لإنتاج الحافلات، بشراكة قطرية عمانية، ما يدلل على جدية المشاريع القطرية العمانية، وأن الاستثمارات بين الجانبين تمضي قدما في مجالات كثيرة، منها العقارية والبنكية والصحية، سواء كان ذلك في قطر أو عمان، وتابع: “ربما نشهد التوقيع على اتفاقيات جديدة بين البلدين”.
وقال الأكاديمي والباحث العماني في شؤون الخليج والشرق الأوسط عبد الله باعبود، لـ”العربي الجديد”، إن نوع الزيارة والوفد المرافق لسلطان عمان، والتوقيت، وبدعوة من أمير قطر، تدل على عمق العلاقات بين البلدين والرغبة في العمل على توطيدها وتوسيعها.
ولفت إلى أن هناك العديد من الملفات الإقليمية والدولية سيتم طرحها خلال الزيارة، لكنه يرى أن الملف الاقتصادي سيكون ذا أهمية، حيث يسعى البلدان للتعاون الأوسع في هذا المجال وإلى زيادة فرص وحجم التبادلات التجارية والاستثمارات القطرية في عمان، وتوقيع العديد من الاتفاقيات بهذا الصدد، وخصوصًا في مجال الموانئ والنقل، مضيفا أن “هناك حديثاً يدور عن شراء الطيران القطري حصة في الطيران العماني بعد فترة من التعاون الوثيق بين المؤسستين”.
زيادة كبيرة في التبادل التجاري
وتشهد العلاقات القطرية – العمانية تطورا في مختلف المجالات، وقد تضاعف التبادل التجاري بين الدوحة ومسقط خلال 2017 إلى نحو 1.12 مليار دولار، بزيادة نسبتها 101% مقارنة بالأعوام السابقة، وفق إحصاءات رسمية.
وتعتبر مسقط أكبر متلق للصادرات غير النفطية القطرية، إذ تصل الصادرات القطرية إلى عُمان إلى نحو 225 مليون دولار شهريا استنادا إلى بيانات صادرة عن غرفة قطر.
وأعلنت شركة حصاد الحكومية القطرية، في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، حيازتها ما نسبته 20% من مشروع استثماري في القطاع السمكي بعُمان، ويحمل اسم الشركة العالمية للإنتاج البحري، إذ باتت لدى “حصاد” استثمارات قائمة في السلطنة تقدر بنحو 138 مليون دولار.
وكانت “حصاد” قد تملكت ثلث رأسمال شركة “الصفا للأغذية”، التي تعتبر أكثر مشاريع الدواجن تكاملا على صعيد السلطنة، بحجم إنتاج يصل حاليا إلى نحو 44 مليون طائر سنويا.
وسجلت الاستثمارات القطرية المباشرة في السلطنة في نهاية عام 2017 قفزة كبيرة، إذ بلغت قيمة تلك الاستثمارات نحو 1.1 مليار دولار، مرتفعة من 216 مليون دولار تقريباً في العام 2016.
ويبلغ عدد الشركات القطرية العُمانية المشتركة التي تعمل في السوق المحلي أكثر من 350 شركة تعمل في قطاعات متنوعة، من بينها الخدمات والطاقة والصناعة وغيرها، بينما تتوزع معظم الاستثمارات القطرية في السلطنة على حصص وتحالفات وشراكات في أكثر من 200 شركة عُمانية، في قطاعات مختلفة كالقطاع الزراعي والثروة السمكية والاتصالات والطاقة والسياحة والتعليم وغيرها من القطاعات الاقتصادية الأخرى.
https://www.alaraby.co.uk/politics/سلطان-عمان-يزور-قطر-الاثنين-وملفات-عديدة-على-أجندة-الزيارة